دور مجالس المنازعات في الحد من بطء التقاضي وتشجيع الاستثمار
ياسر رجب
القانون العام - كلية الحقوق - جامعة القاهرة
الملخص
توجد العديد من الوسائل لحل المنازعات في مجال الاستثمار عامة ،و في مجال العقود الإدارية الدولية خاصة بديلاً عن التقاضي والتحكيم ،ومن الوسائل الأكثر استخداما مجالس المنازعات، وتجمع مجالس المنازعات بين خصائص الوساطة والخبرة، ومن الناحية التاريخية، عندما تنشأ الخلافات في مجال الاستثمار عامة ،و في مجال العقود الإدارية الدولية لا يكون أمام الأطراف خيار كبير سوى المضيّ في التقاضي أو التحكيم. بما فيه من اجراءات شديدة الخصومة ومكلفة وطويلة بدون السعي لإيجاد حل يخدم المصالح المشتركة للأطراف، حيث إنه قبل ظهور مجالس النزاعات كانت إجراءات المحاكم أو التحكيم أو الوساطة الادارية وغيرها نمطية، و كان مطلوبا من القاضي أو المحكم الاستماع إلى الأدلة كما قدمها الأطراف من خلال ممثليهم القانونيين بدلاً من البحث عن المعلومات أو القيام بأي عرض تقديمي من محامٍ أو خبير ما لم يطلب بشكل محدد من قبل المجلس، ومن ناحية أخرى لا يعد التحكيم وسيلة سريعة مقارنة بتطور الخلاف الى منازعة، حيث يؤدي ذلك إلى التأخير الفعلي في الجدول الزمني للمشروع الاستثماري الحكومي، فضلا على تجاوزات كبيرة في التكاليف، و تدهور العلاقات التجارية بين الأطراف ، وكلها أسباب تؤدي إلى أن يكون المشروع الاستثماري الحكومي غير مجد ماليا واقتصاديا. وتعد مجالس المنازعات أحدث أساليب إدارة المنازعات التي تطور نظم التقاضي في مجال الاستثمار عامة ،و في مجال العقود الإدارية الدولية خاصة فهي علم “Disputology يقوم على مشاركة الأطراف في حل المنازعات وتجنبها بسرعة عن طريق وجود هيئة مستقلة تصدر قراراً ملزماً ولا يكون ذلك القرار ملزماً إلا بإقراره ومراجعته من محكمة قانون أو محكم حيث لم تعد أساليب حل المنازعات محصورة في التقاضي أو التحكيم، فالاعتماد على مفاهيم الخصومة كوسيلة أساسية لحل النزاع لا يجب تعميمه على كل النزاعات في مجال الاستثمار ، ، ومن أساسيات ذلك العلم التمييز بين درجات التنازع بالتفرقة بين المطالبة claim، والمنازعة dispute من ناحية، والخلاف conflict والمنازعة من ناحية أخرى ، وعلى هذا الأساس يؤسس علم المنازعات على التدرج كالتالي: أولًا: حل عدم التوافق بقيام الجهة الإدارية والمتعاقد معها بتدخل طرف ثالث ،وثانيًا: حل المنازعة من خلال حل طرف ثالث، وثالثًا وأخيرًا الوصول لمرحلة المنازعة. تحمل مجالس المنازعات العديد من المميزات وأهمها أنها تمنع المطالبات التي قد تؤثر في إدارة العقد والإنتاجية من ناحية أولى، كما أنها تمنع تحول المطالبات إلى منازعات معطلة من ناحية ثانية، وتقلل تكلفة المنازعات مقارنة بالتقاضي والتحكيم من ناحية ثالثة ، ويعتمد نجاح تلك المجالس - لحد كبير - على تشكيلها في بداية أعمال العقد، واكتساب ثقة الأطراف المتعاقدة ،وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية من الدول السباقة إلى تكريس مجالس المنازعات في تشريعاتها بغرض تشجيع المشاريع الاستثمارية حيث كان لها دورا كبيرا في بلورة ملامحه، علاوة على ما سبق حوت العديد من العقود في مجال الاستثمار مصطلح مجلس فض المنازعات DRB (Dispute Resolution Board)، حيث تستخدم تلك المجالس تباعا في مجال الاستثمار الحكومي خاصة مع تقدم مجالات أخرى كتكنولوجيا المعلومات والحاسب الآلي، والبترول ، والغاز. وأخيرا يتناول البحث الأنواع المعروفة لمجالس المنازعات ومثالها في مجال المنازعات الاستثمارية للعقود الإدارية الدولية مجالس (مراجعة المنازعات ، فض المنازعات ، المجلس المشترك).
الكلمات الدالة
عقود الاستثمار الدولية, مجالس فض المنازعات,الوسائل البديلة لحل المنازعات
