التحديات المتزايدة لتصويب بوصلة الاستثمار من خلال التنظيم القانوني لتحقيق التنمية الدائمة

عبدالحميد البعلي

قسم الفقه المقارن والدراسات الاسلامية - كلية القانون - الكويتية العالمية

الملخص

التحديات المتزايدة لتصويب بوصلة الاستثمار من خلال التنظيم القانوني لتحقيق التنمية الدائمة وإحياء آمال البشر بالمساهمة في الحضارة الإنسانية المعاصرة وذلك من خلال: (رؤية ومنهجية عمل أقدمها من على منصة كليتي الجامعية) وأنشد مغرداً: "صفا لك الجو فطيري واصفري" والنهوض بدورك المنشود لك حاملة رسالة التجديد الأمجدي  رسالة التجديد الأمجدي (في إطار): 1. مواجهة تحديات وإشكاليات معاصرة. 2. اجتهادات صائبة لتصويب بوصلة الاستثمار في الموارد بشمولها: أ‌- لتلبية المتطلبات الاجتماعية بأنواعها. ب‌- كفالة حدِّ الرغد لا الكفاف أو الكفاية فقط. جـ- القضاء على الفساد والإفساد المالي والإداري والقانوني والتنظيمي.  رسالة عالمية كي: - يعيش الناس حياة السعادة والهناء، ويَضْمُرَ بينهم الصراعُ المصنوع، ويخف ويجف الصداع وذلك في أطار تنظيم قانوني محكم، وعدالة ناجزة، وعيش رغيد، كل ذلك يشير إليه ويدل عليه قوله سبحانه وتعالى، ذلك الحق المطلق في كل الشرائع السماوية، حيث يقول سبحانه: "ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أُنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثر منهم ساء ما يعملون" المائدة/ 66. - ثم يخاطبهم سبحانه وتعالى بقوله: "قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم........" المائدة/68. - وقوله سبحانه: " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن منهم بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون: المائدة/69. - ومن ثم بعد هذه الآيات الكريمات أشير إلى جوهر ما يسمى "بالمشكلة الاقتصادية": Scarcity (ندرة الموارد ولا نهائية الحاجات) كما يشير سبحانه إلى لب وجوهر ما يترتب على هذه المشكلة الاقتصادية من قوله "الجوع والخوف"، وهذا هو حال واقعنا اليوم. - أشارت النصوص السابقة أيضاً إلى العلاج والحل في قوله سبحانه: "الأمة المقتصدة" المركوزة في الكتب المقدسة وأم الكتاب المهيمن عليها وهو القرآن الكريم والسنة النبوية المحمدية. وفي العمل الصالح: الذي هو أهم ركيزة وعنصر في عملية الإنتاج، وما ينتج وما يترتب على هذه المنظومة المكونة "للمشكلة الاقتصادية" وما يترتب عليها وأداة الحل في ظل التنظيم القرآني من الإطعام من جوع ومن ثم تحقيق الأمن من الخوف. "أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" معادلة إعجازية  ومن أهم التحديات الأساسية لرسالة التحدي ما يأتي: أولاً- التحديات المصطلحية الشرعية المقارنة: التي تواجه التنظيم القانوني لتطوير الاستثمار في المجالات المختلفة. وأيضاً في ظل هذه الصعوبات الكأداء الأتية: 1. الموجة العاتية من الإبداع التكنولوجي والسياسة النكنولوجية. 2. التحول الرقمي والثورة الرقمية. 3. الحوسبة الكمية وملكية البيانات الضخمة. 4. الذكاء الاصطناعي. 5. التحول السياسي والمستوى المرغوب من التكامل العالمي. وضرورة خضوع كل ذلك للسيطرة السيادية. ثانياً- تداعي النظم الاقتصادية الوضعية: وحاجة ولا أقول هشاشة النظم المصرفية الشرعية الإسلامية إلى إعادة هيكلة من أجل التميز. أ‌- ففي بداية التسعينات سقط النظام الاشتراكي (النظرية الماركسية الشيوعية) لأسباب كثيرة منها: 1- عزل الطموح الإنساني عن آلية الإنتاج، تمثل ذلك في شكل الملكية العامة الوحيدة أو الأساسية. 2- حرمان الإنسان من الحوافز في توزيع الثروة لمن يحتاج إليها بغض النظر عن الإنتاج. 3- تحت شعار لكل ما يحتاجه والكل يعمل، "عزلت عن الإنسان القدرة في الإبداع". ب‌- وفي المقابل منه، نظرية اقتصاد السوق وميكانيكية الحوافز حيث: 1- يعطي الحوافز دون حدود تاركاً العنان للجشع والسعي وراء الثروة والمال دون قيود. 2- سيطرة الشركات (متعددة الجنسيات ومن ثم القارات) على القرار السياسي وتحولها إلى احتكارات جشعة هدفها المال والثروة والسيطرة. 3- حماية الحوافز تحت غطاء حماية الحرية. 4- ظهور الأزمات الاقتصادية العالمية. ومع سقوط النظرية الماركسية برزت الأزمات الاقتصادية الرأسمالية، وتتابعت والتي تجد جذورها القريبة في عام 1971 عندما قامت الولايات المتحدة الأمريكية بفك الارتباط بين الدولار والذهب، وكان ذلك بمثابة إعلان مرحلة جديدة للنظام الرأسمالي، "الليبرالية الاقتصادية" وتراجع دور الدولة في الحياة الاقتصادية وتحرير أسعار الفائدة وأسعار الصرف. وبناء عليه نستطيع القول بالنسبة للرأسمالية: إنه مطلوب إنقاذ الرأسمالية من نفسها. إذا كان ذلك مجدياً، إنقاذها مما يأتي: 1- عدم الاستقرار: فالدولار هو العملة المعتمدة في ثلثي احتياطي الحكومات بالعملات الأجنبية البالغ مجموعه ما يزيد على 7و6 تريليون دولار. 2- إنقاذها من عدم المساواة: واتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء، ففي إحصائية تعود اعام 2009، تبين أن 55 مليون شخص يعيشون في فقر مدقع 40 مليونا منهم في الولايات المتحدة الأمريكية. 3- ناهيك عن مشكلة البطالة التي تهدد المجتمع الأمريكي، ففي عام 2010 كانت نسبة البطالة 10% للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، مما يعني أن عملية النهوض ستكون أبطأ. ونسبة البطالة هي العدسة التي ينظر الأمريكيون من خلالها إلى سلامة الاقتصاد ككل.

الكلمات الدالة

التحديات المتزايدة لتصويب بوصلة الاستثمار من خلال التنظيم القانوني لتحقيق التنمية الدائمة