اقتصاديات الذكاء الاصطناعي
4 أيمن محمد
القانون المدنى المقارن - كلية الحقوق/ فرع الخرطوم - القاهرة
الملخص
يعتبر الميدان الاقتصادي هو أهم ميادين تطور القانون بشكل عام، وتطور قانون الاستثمار بشكل خاص، وتمثل صناعة الروبوتات المظلة الرئيسية التي خرج منها معظم التطبيقات والتكنولوجية المستخدمة حالياً في تطور الذكاء الاصطناعي، وتوفر نوعية جديدة من وجود تقنيات عالية الاستخدام، والتي تسمح للدول التي تشارك فيها بأن تقفز سريعاً في مجال التنمية الاقتصادية وبالتالي القدرة على ضخ استثمارات كبيرة في هذا المجال لمعظم دول العالم. وتفريعاً لما سبق، فاقتصاديات الذكاء الاصطناعي يعنى بدراسة الأفكار الرئيسية أليات الذكاء الاصطناعي المتعلقة بالاستثمار، بداية من النفقات التي تمول أبحاث الذكاء الاصطناعي في المراكز البحثية والمؤسسات والشركات وحتى التأثيرات الاقتصادية لظهور الذكاء الاصطناعي. إن اقتصاديات الذكاء الاصطناعي ستغير من مجرى الاقتصاد الرقمي في المستقبل بشكل كبير، وهو ما يتطلب جهوداً ليس فقط من المؤسسات والشركات والمصانع، ولكن من الدول أيضا، حيث يمثل الذكاء الاصطناعي أهم أدوات النجاح في مستقبل الاقتصاد العربي للتحول من اقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد الرقمي. فنحن اليوم محاطون بآلات ذكية تزداد انتشاراً في حياتنا اليومية، من مركبات مستقلة، طائرات بدون طيار، برمجيات لتساعد الأطباء أو القضاة أو المحامين في أنشطتهم المهنية، دون إغفال العملاء المتخصصين في التجارة الالكترونية، ومن صور الذكاء الاصطناعي؛ فهم اللغة الطبيعية والتعرف الآلي على الكلمات، وإنتاج الكلام، والتعرف على الوجوه، وتحرير الصور الذكية، والقيادة الذاتية، وغير ذلك. وعلـى المسـتوى الاستثماري، فـإن بيئـة الأعـمال تتعـرض حالياً لتغـيرات جوهريـة نتيجـة للتحولات التقنيــة السريعــة، حيــث تبدلــت ملامــح عمليــات التصنيــع والتســويق والمبيعــات وخدمــة العمــلاء نتيجـة لدمـج تقنيـات الـذكاء الاصطناعـي التـي تسـهم في تعزيـز القـدرة علـى فهـم الأسـواق. وتوقع الاتجاهـات الاقتصاديـة، وتعزيـز الإنتاجيـة والرقابـة علـى الجـودة، ومواجهـة الاختـلالات الكامنـة في العمليـة الإنتاجيـة، وتعزيـز قـدرة الـشركات علـى الدعايـة والتسـويق للمنتجـات عـبر قـراءة أعمق لتفضيـلات المسـتهلكين واحتياجاتهـم، كـما سـتحقق الـشركات وفـورات ضخمـة منـ تقليـص الاحتياج للأيـدي العاملـة في عـدد كبـر مـن القطاعـات واسـتبدالها بالنظـم الذكيـة، وهـو مـا سـترتب عليـه في المقابـل تداعيـات اقتصاديـة واجتماعيـة ضخمـة. ويشكل الذكاء الاصطناعي أحد أبرز تحديات بناء مسار الانتقال الاقتصادي، والتحول الشامل في المجتمع، خاصة من حيث مدى إرساء التدابير التي ترافق استعمال التطبيقات الذكية في شتى مناحي الحياة، من أجل تامين تعايش إيجابي بين الآلة والإنسان. ولقـد أثـر التطـور في تكنولوجيـا الـذكاء الاصطناعـي سـباقاً محتدمـاً بين القـوى الدوليـة الكبرى لتحقيـق الصـدارة التكنولوجيـة، وذلـك عـبر مسـارين رئيسـين، أولهـما تبنـي مبـادرات ومشروعـات تعزيــز القــدرات الوطنيــة عــلى المســتوى التقنــي وتحفيــز التطــور في مجــالات الثــورة الصناعيــة الرابعـة. أمـا المسـار الثـاني فيتمثـل في تحجيـم قـدرات الخصـوم مـن خـلال فـرض قيـود عـلى تصديـر المنتجـات المتطـورة والمعالجـات شـديدة التقـدم وإعاقـة تدفقـات انتقـال المعرفـة التقنيـة وتجميـد برامـج التبـادل الطـلابي وفـرض حظـر عـلى عمـل الـشركات وهـو مـا يتجلـى في الصـراع المسـتحكم بيـن الولايـات المتحـدة والـدول الأوروبيـة مـن جانـب، والصيـن مـن جانـب آخـر ضمـن الحـرب التجاريـة والتكنولوجيـة الدائـرة بينهـما. خطة الدراسة: قوامها مبحثٌين- ينبثق عن كليهما مطلبان، وقبل ذلك نوضح الإطار العام للدراسة في مبحث تمهيدي، ثم تعقبهما خاتمة موجزة؛ على النحو التالي: المبحث التمهيدي: مفهوم اقتصاديات الذكاء الاصطناعي. المبحث الأول: الجوانب القانونية والاقتصادية للذكاء الاصطناعي. المطلب الأول: الإطار القانوني للذكاء الاصطناعي لتشجيع الاستثمار . المطلب الثاني: الأبعاد الاقتصادية للتحكم في البيانات الكبيرة big data. المبحث الثاني: تأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد الرقمي. المطلب الأول: أثر تطورات الذكاء الاصطناعي في توزيع الدخل والبطالة. المطلب الثاني: الجهود المبذولة للدول لتعزيز اقتصاديات الذكاء الاصطناعي.
الكلمات الدالة
الذكاء الاصطناعي، اقتصاديات الذكاء الاصطناعي، الاستثمار الرقمي.
