حماية الملكية الفكرية في ظل استثمار المعرفة والبيئة الرقمية البحث عن حماية توافقية – الابداع المشاع نموذجا –

1 مسعودة عمارة

القانون الخاص - الحقوق و العلوم السياسية - البليدة 2 ، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

الملخص

شهد القرن الحادي والعشرون تحولاً في الاقتصاد مما كان يعرف بالاقتصاد التقليدي وهو المبني على قيمة الأراضي والمصانع وغيرها من الأصول الملموسة إلى اقتصاد المعرفة المعتمد على الملكية الفكرية وهي الأصول غير الملموسة، حيث إنّ مقدار ما تمتلكه الدولة من معرفة فكرية هو المعيار المؤثر في توليد الثروات ومن هنا تأتي أهميّة الملكية الفكرية كميزة تنافسية بين الدول. وبالإشارة إلى التقرير التي تقدمها المنظمة العالمية للملكية الفكرية على سبيل المثال فإنّ الأصول غير الملموسة في أوروبا تمثل 60% من الثروات، وفي الولايات المتحدة تمثل ثلاثة أرباع قيمة الشركات الحكومية إن المتتبع لعالمنا اليوم يجد أنه يتجه نحو عالم المعلومات بما يحويه من تجديد وابتكار وإنتاج فكري في جميع الميادين، ولا يمكن أن نغظ الطرف عن ناحية إقليمية دون الأخرى، مما يلزم جميع دول العالم على الاندماج في مجتمع المعرفة والالتحاق بركب الدول التي قطعت أشواطا في تطوير ذاتها لا سيما ما تعلق بالملكية الفكرية، وعلى هذا الأساس تظهر أهمية قدرة الدول على الحماية الفعالة للملكية الفكرية من أجل تشجيع الاستثمار والإبداع في مختلف المجالات الفكرية والأدبية والفنية والموسيقية كما أنه لا يخفى على أحد أن الاندماج في عصر اقتصاد المعرفة يتطلب شرطا ضروريا وأساسيا يتمثل في تحقيق ثقافة ووعي بأهمية الحفاظ واحترام القيم والمنتجات الفكرية والمعرفية لهذا الاقتصاد الجديد وحماية منتجيها إن احترام حقوق الملكية الفكرية وعدم اختراقها سيؤدي حتما إلى اختفاء السلع المقرصنة والمقلدة لتحل محلها الأصلية والمحمية، بالإضافة لهذا تزداد المشروعات التعاونية المشتركة التي تساهم في نقل المعرفة والتكنولوجيا على أسس تجارية إلى مختلف الدول النامية ، وجهة نظر ترى في تشديد حماية الملكية الفكرية من خلال الأنظمة القانونية وسيلة لزيادة الاستثمارات  و تقويتها ، خاصة مع ما احدثته التقنية المتغيرة في  قوانين الملكية الفكرية  المتقادمة، حيث لم يعد هذا القانون ذا فاعلية، أي أن القانون في حاجة إلى مراجعة وتعديل للاستجابة للظروف الجديدة، إذ نجد التطورات السريعة للتقنيات الجديدة وفي المقابل البطء الذي تشهده القوانين المنظمة التي تصدر لحمايتها، وهذا ما نلاحظه جليا في التشريعات الجزائرية وحتى العربية بالمقابل اتجاه اخر يرى في تشديد الحماية قتل للاستثمار و الابداع فما حقوق الملكية الفكرية الا بدعة  لا بد من القضاء عليها في مجتمع يامن بالحرية المعرفية و التداول الحر للمعرفة التي تشكل أساسي الاستثمار الفكري ، فنحن نتحول الى مجتمع مبني على الاقتصاد المعرفي فذلك يعني أن ننظر للمعرفة بانها سلعة قائمة، وأن نتبنى أنظمة الابتكار التي تتكون من المؤسسات التعليمية والعلمية والقطاع الخاص، أن نطور المناهج، أن نتحول من مفهوم الاستثمار المادي إلى الأصول المعرفية، ان نحقق عوائد اقتصادية او مالية او معنوية نتيجة لتوظيف وتجسيد المعرفة وتحويلها لسلع وخدمات،  و لا يتأتى ذلك الا من خلال تحرير الأصول الفكرية من احتكار المبدع جدلية بين مؤيد و معارض لأنظمة حماية الملكية الفكرية ، و اتجاه توافقي حمى الملكية الفكرية في ظل بيئة افتراضية و لدت الكثير من الإشكالات ، بناءا على فكرة الملكية الجماعية و الابداع المشاع لا الملكية الخاصة للابتكار ورقتنا البحثية تسقط الضوء على هذه المتناقصات و الحلول التوافقية المقترحة لحماية او لا حماية حقوق الملكية الفكرية أساس الاستثمارات المعرفية في ظل بيئة الرقمنة ، و مواقف التشريعات العربية من ذلك .

الكلمات الدالة

ابداع مشاع ، الملكية الفكرية ، استثمار رقمي ، استثمار المعرفة ، نظم الملكية الادبية ، حماية حق المؤلف ،